بعيدا عن تاريخ المواجهات، الماط يتعادل مع الرجاء على جغرافية الأب جيكو

0

 

  رأي قابل للتفاعل ومفتوح على النقاش 

محسن الشركي

تعادل فريقنا المغرب التطواني مساء اليوم بإصابة لمثلها مع نظيره نادي الرجاء البيضاوي بملعب الأب جيكو، برسم الجولة الرابعة عشرة من البطولة الاحترافية اتصالات المغرب.

وقال المدرب بن حساين عن هذا التعادل في الندوة الصحفية ما بعد اللقاء: « إذا كنت قد صرحت في الموسم الماضي بأن تعادلنا آنذاك كان بطعم الفوز، لأننا انتزعناه بصعوبة، فإن تعادل اليوم بنكهة الهزيمة، لأن فريقي يستحق الفوز لكثرة الفرص الواضحة والسانحة للتسجيل التي لم نتوفق في ترجمتها أهدافا.

واختار المدربان الإسباني غاريدو ، والإطار الوطني بن حساين أن يلعبا اللقاء بنفس النهج التكتيكي 4- 2-3-1، متحوّلا في حالتي التنشيط الهجومي والدفاعي.  ليخوضا حوارا تكتيكيا واضح المعالم، انتهى بالتناوب على فرص التسجيل في الشوط الأول، حيث أتيحت الفرص الأولى للرجاء في الدقيقة 6 لفائدة محسن ياجور، وفي الدقيقة 12 لمحمود بن حليب . فيما شكّلت الفرصة الضائعة لصالح المغرب التطواني، من قبل المهاحم أسامة الحلفي في الدقيقة 19، نقطة تحوّل بارزة في اللقاء، مكّنت المغرب التطواني من الدخول في المقابلة، وإنهاء حالة ارتباك الحارس التطواني، واستعادة السيطرة على أطوارها من خلال التحكم في الإيقاع، والتفوق في معركة وسط الميدان عبر الثالوث الحاسم نصير الميموني، ومحمد المكعازي في الارتكاز، وسعيد اكرادة متقدما، حيث جميعهم يجيدون امتلاك الكرة، وإخراجها بأناقة وذكاء، من مناطق الضغط، وتسريع انتقالات الفريق إلى الهجوم. وبعد فرصة أسامة الحلفي، سدّد عميد الفريق نصير الميموني ضربة خطأ على مشارف منطقة جزاء الرجاء في الدقيقة 38، انتهت مصوبة فوق العارضة. ومن جهته كاد المتألق يونس الحواصي أن يسجل هدفا محققا، لولا تردده في استعمال القدم اليسرى في التسديد لإنهاء عملية منسقة على إثر اختراقه للدفاع. وهكذا انتهى الشوط الأول بتعادل سلبي، وبتفوق للماط على الرجاء على، مستوى الفرص الخطيرة السانحة للتسجيل.

وفي الشوط الثاني، استمر الحوار التكتيكي بين المدربين، واستطاع الماط، أن يخلق التفوق العددي في وضعيات هجومية ودفاعية عديدة، وحافظ المدرب بن حساين على دفاعه متقدما، وعلى فرض سيطرته على وسط الميدان، رغم إدخال غاريدو لكل من عبد الإله الحافيظي وعمر بوطيب، إلى أن تمكن اللاعب المهدي بلعروصي تسجيل هدف السبق في الدقيقة 62، من زاوية نفذت بالطريقة التي تم الاشتغال عليها في الحصص التدريبية، التي خصصها المدرب لتنفيذ الكرات الثابتة الاستراتيجية. وتمكّن الزئبقي الحافيظي من تعديل النتيجة بقذفة مركزة، وجّهها صوب أسفل القائم على يمين رضا بوناكة، حين استلم قادما من الخلف، متحررا من رقابة لاعبي الوسط، كرة ثانية من تمريرة لعمر بوطيب برأسه.

 وبعدها أرهق الماط خصمه الرجاء بالمرتدات الهجومية، خاصّة من جهة المدافع الأيسر الإفريقي أنغا، حيث استطاع البديل أيوب الكحل تجاوزه بسهولة ومراوغته بمهارة، عدة مرات، وانفرد في محاولتين واضحتين بالحارس بوعميرة ، لكن لم يحالفه الحظ المنفلت، في تعميق فارق الأهداف وحسم اللقاء لصالح الماط. وتبقى أبرز فرصة في الشوط الثاني، تلك التي أتيحت في الدقيقة 68 للاعب يونس الحواصي، حين وجد نفسه، وجها لوجه مع الحارس المنقذ والعلامة الكاملة في المباراة بوعميرة ، الذي تصدى للكرة على طريقة التصدي لضربة جزاء بارتمائه دون تفكير على يساره.

 ومن أهم الملاحظات التي يمكن تسجيلها في تحليل أطوار هذا اللقاء.

  • ظهور فريق المغرب التطواني بملامح الفريق المتوازن الخطوط، بعودة نصير الميموني ضابط إيقاع اللعب بامتياز، ومنسق الألعاب، ابتداء من إخراج الكرة من منطقة الدفاع بتموضعه بين المحورين لعروصي وزكرياء العيوض، وامتلاكها ولعبها بكل ثقة، ضمن مترابطات في خط الوسط مع كل من المكعازي وسعيد اكرادة، أو عبر تمريراته الطويلة بالقدمين اليمنى واليسرى على الجناحين أو في ظهر دفاع الخصم اتجاه يونس الحواصي.
  • تألق كل لاعبي الفريق كبلوك متراص، متضامن، بدفاع متقدم إلى وسط الميدان، لعب محوراه بلعروصي والعيوض بثقة وطمأنينة، وشارك ظهيراه حذيفة المحساني وخليل بن حمص في العمليات الهجومية، وخلقا تفوقا عدديا في بناء الهجمات، ووهما يعولان على محمد المكعازي، ونصير الميموني في تغطية صعودهما وتقدمهما إلى الأمام.
  • قيام نعيم بدور دفاعي، طبقا لتعليمات المدرب التكتيكية، لمنع اعتماد غريدود على صعود الظهير الدويك إلى درجة تم استبداله في الشوط الثاني، وهو ما جعل نعيم، لا يتألق كثيرا على مستوى الهجوم طبقا لما هو مطلوب منه، على خلاف أسامة الحلفي والبديل أيوب الكحل اللذين أنهكا المدافع اليسر الإفريقي انغا طيلة اللقاء.
  • توهج، المهاجم يونس الحواصي ، وتواجده أكثر من مرة داخل منطقة جزاء الخصم، وخلقه لعدة فرصة سانحة للتسجيل، وتزويده أصدقاءه بتمريرات حاسمة.
  • وبغض النظر عن العناصر المجربة في الفريقين، فإن التفوق كان صريحا لأسماء مدرسة المغرب التطواني على مدرسة الرجاء في اللقاء، وإن كانت امتدادات الأولى حاضرة في صفوف تشكيلة غاريدو.
  • قراء ة المدرب بن حساين لطريقة لعب الإسباني غاريدو كانت نافذة، والسيناريو التكتيكي للماط، كان بإمكانه أن ينتزع فوزا صريحا، ويسقط أسطورة تاريخ الرجاء، لحساب لعب المباراة على جغرافية ملعب الأب جيكو بين فريقين يقتسمان نفس التوقعات، الجغرافية التي أثبتت تفوق الماط هذه المرة لولا الحظ  العاثر والمنفلت..
تعليقات
تحميل ...